يوم القبض… يوم الفرح الأكبر لمعلمي الحصة صرف مستحقات شهر مارس
"فرحة غامرة لمعلمي الحصة الفقراء: صرف مستحقات شهر مارس بإدارة ديروط التعليمية"

“فرحة غامرة لمعلمي الحصة الفقراء: صرف مستحقات شهر مارس بإدارة ديروط التعليمية”
في مشهد مفعم بالبهجة والارتياح، استقبل معلمو الحصة بإدارة ديروط التعليمية خبر صرف مستحقاتهم عن شهر مارس، وذلك بعد طول انتظار وترقب. فقد تم اليوم الأحد صرف “قبض شهر 3″، وسط أجواء من الفرح الذي عمّ أوساط المعلمين، الذين طالما عانوا من تأخر الصرف وعدم انتظامه.
ويُعد يوم القبض بمثابة “يوم العيد” لهؤلاء المعلمين، الذين يبذلون جهودًا كبيرة في خدمة العملية التعليمية رغم محدودية مواردهم وضعف رواتبهم. ويؤكد معلمو الحصة أن هذا اليوم هو الأكبر لهم، حيث يُمثل انفراجة ولو مؤقتة في ظل أوضاع اقتصادية صعبة.
وطالب العديد منهم بضرورة تثبيتهم وتحقيق الاستقرار الوظيفي لهم، بما يضمن كرامتهم ويكافئ تفانيهم في أداء رسالتهم التعليمية، مشددين على أن التعليم لا يستقيم إلا بتقدير المعلم ودعمه ماديًا ومعنويًا.
يوم القبض… يوم الفرح الأكبر لمعلمي الحصة الفقراء
في حياة البسطاء، ثمة أيام لا تُقاس بالساعات، بل تُقاس بما تحمله من أمل، وما تخلّفه من راحة، وما تفرزه من كرامة مؤقتة. ومن بين هؤلاء البسطاء، يبرز معلمو الحصة، أولئك الجنود المجهولون في ميدان التعليم، الذين يعملون بلا عقود ثابتة ولا ضمانات اجتماعية، ومع ذلك يواصلون أداء رسالتهم النبيلة بكل إخلاص وتفانٍ.
في إدارة ديروط التعليمية، وتحديدًا هذا الأسبوع، عمّت الفرحة وجوه المعلمين بعد إعلان صرف مستحقات شهر مارس. نعم، إنه قبض شهر 3، لكنه بالنسبة إليهم أكثر من مجرد أجر تأخر لأسابيع، إنه بمثابة شريان حياة، وانفراجة حقيقية في واقع لا يرحم.
قد لا يفهم البعض حجم هذه الفرحة، لكن من يعرف معاناة معلمي الحصة، ومن عايش تأخر الصرف والتجاهل المؤسسي، يدرك تمامًا أن يوم “القبض” ليس يومًا عاديًا، بل هو يوم عيد. يوم تُرفع فيه بعض الهموم مؤقتًا، وتُسد فيه بعض الفجوات، وتُشترى فيه مستلزمات مؤجلة، وربما يُدفع فيه دَين متراكم.
ورغم هذه الفرحة، يبقى السؤال الأهم: إلى متى سيظل هؤلاء المعلمون تحت وطأة الظلم الوظيفي؟ لماذا يُتركون في دائرة الهشاشة دون تثبيت أو تأمين أو اعتراف حقيقي بجهودهم؟ ألا يستحق من يحمل عبء تعليم الأجيال أن يحظى بحياة كريمة واستقرار وظيفي؟
إن التعليم لا يستقيم إلا بتقدير من يحمله، وتقدير المعلم يبدأ من الاعتراف بعمله، وتثبيته، وضمان حقه في الأجر العادل والمستقر. أما استمرار الوضع على ما هو عليه، فهو ليس فقط إهدارًا لحق المعلم، بل هو أيضًا تقويض لمستقبل العملية التعليمية بأكملها.
يوم القبض مرّ، والفرحة عمّت، لكن ما زال الأمل معقودًا على أن يأتي يوم يُصبح فيه كل معلم حصة موظفًا رسميًا، له حقوق مثلما عليه واجبات، ويشعر فيه بالأمان بعد طول خوف، وبالاستقرار بعد سنوات من الترقب والانتظار.