مسابقة «معلمي الحصة».. بين أحقية التعيين وضرورة المعايير وخبرة «فلفل وليمونة».. ولماذا لا تكفي؟
بشائر الخير تقترب.. بدء إعلان نتائج باقي تخصصات مسابقة المعلمين اعتبارًا من الأسبوع المقبل

بشائر الخير تقترب.. بدء إعلان نتائج باقي تخصصات مسابقة المعلمين اعتبارًا من الأسبوع المقبل
مع نهاية الأسبوع الحالي، تتجه أنظار آلاف المتقدمين لمسابقة وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني نحو الأسبوع القادم، الذي يحمل في طياته أخبارًا حاسمة طال انتظارها. حيث من المقرر أن يبدأ الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة في الإعلان عن نتائج باقي التخصصات المطلوبة في المسابقة بشكل متتالٍ، في خطوة تهدف لإنهاء حالة الترقب وبدء إجراءات التعيين النهائية.
قد يهمك أيضا :-
جدول زمني متوقع وآلية الإعلان
تشير المعلومات المؤكدة إلى أن عملية الإعلان ستبدأ مع انطلاق الأسبوع العملي القادم، وتحديدًا بدءًا من يوم الأحد الموافق 15 يونيو 2025. ولن يتم الإعلان عن جميع التخصصات دفعة واحدة، بل ستتبع آلية الإعلان المتتالي؛ حيث يتم نشر نتيجة تخصص معين، يليه تخصص آخر في اليوم التالي أو بفارق زمني قصير، وذلك لضمان الدقة وتسهيل عملية الاستعلام على المتقدمين وتخفيف الضغط على الموقع الرسمي.
أهمية استراتيجية للمنظومة التعليمية
تكتسب هذه المرحلة أهمية قصوى، فهي لا تمثل فقط نهاية انتظار المتقدمين وبداية مسيرتهم المهنية، بل تعد رافدًا أساسيًا لدعم المنظومة التعليمية بكوادر جديدة. ويأتي إنجاز مسابقة معلمي الحصة ضمن خطة الدولة الشاملة لسد العجز في أعداد المعلمين بالمدارس الحكومية، وتحسين جودة الخدمة التعليمية المقدمة للطلاب في كافة ربوع مصر.
إرشادات هامة للمتقدمين في الأيام القادمة
لضمان متابعة سليمة ودقيقة، ننصح المتقدمين بالآتي:
- الاستعداد بدءًا من الأحد: كن مستعدًا لمتابعة الأخبار الرسمية اعتبارًا من صباح يوم الأحد 15 يونيو.
- الاعتماد على المصدر الرسمي: المصدر الوحيد الموثوق للنتائج هو “بوابة الوظائف الحكومية” التابعة للجهاز المركزي للتنظيم والإدارة. تجنب تمامًا الانسياق وراء الشائعات أو الصفحات غير الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي.
- تجهيز بياناتك: احتفظ برقمك القومي ورقم التسجيل في المسابقة في متناول يدك لتسهيل عملية الاستعلام فور إتاحة النتائج.
- التحلي بالصبر: تذكر أن الإعلانات متتالية. إذا لم يظهر تخصصك يوم الأحد، فاستمر في المتابعة يوم الاثنين وهكذا على مدار الأسبوع.
ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﺨﺘﺒﺎﺭ ﻴﻨﻔﺫﻩ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻯ ﻟﻠﺘﻨﻅﻴﻡ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺩﺍﺨل ﻨﻁﺎﻕ ﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﺃﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﺃﻭ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ، ﻋﻠـﻰ ﺃﻥ ﻴﻜـﻭﻥ
ﻟﻸﺴﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﺭﺘﻴﺏ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻰ ﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻻﻤﺘﺤﺎﻥ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ، ﻭﻓﻘﺎ، ﻭﻋﻨـﺩ ﺍﻟﺘﺴﺎﻭي ﻴﺘﻡ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﻴﻥ ﻟﺸﻐل ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻀﻠﺔ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻵﺘﻴﺔ:
تابعوا المسابقة لحظة بلحظة .
1- ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻰ ﻤﺭﺘﺒﺔ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻫل ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻟﺸﻐل ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ.
2 – ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻰ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﺔ.
3- ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻤﺅﻫﻼ.
4 – ﺍﻷﻗﺩﻡ ﺘﺨﺭﺠﺎ.
5- ﺍﻷﻜﺒﺭ ﺴﻨﺎ.
ﻭﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ﺇﻻ ﺒﻌﺩ ﺍﺠﺘﻴﺎﺯ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﻴﺤﺩﺩﻫﺎ ﻭﺯﻴـﺭ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻡ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﻔﻨﻲ ووفقًا ﻟﻨﻤﻭﺫﺝ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺭﻩ.
مسابقة «الحصة».. بين أحقية التعيين وضرورة المعايير
أثارت الشروط الجديدة للمسابقة المرتقبة لتعيين المعلمين العاملين بنظام الحصة عاصفة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، وانقسمت ردود الأفعال بين مؤيد ومعارض ومتحفظ. لكن وسط هذا الصخب، يبرز صوت قد يبدو للوهلة الأولى قاسياً، لكنه يحمل في طياته منطقاً يستحق التوقف عنده، وهو صوت المستغرب من ردود أفعال فئتين تحديداً: غير المتخصصين الطامحين للالتحاق بالمسابقة، وبعض معلمي الحصة أنفسهم الذين يرون في الشروط إجحافاً لهم.
ليست للجميع: وهم «الوظيفة السهلة»
لعل أغرب ردود الفعل هو ذلك الصادر عن خريجي الكليات غير التربوية الذين استنكروا قصر المسابقة على المتخصصين. يبدو أن مهنة التعليم في نظر البعض هي “الملاذ الأخير” أو الوظيفة التي يمكن لأي شخص شغلها عند تعثر مساره المهني الأصلي. هذا التصور لا يقلل فقط من قدر مهنة بناء الإنسان، بل يتجاهل حقيقة دامغة: حتى المتخصصون، خريجو كليات التربية، يواجهون صعوبات جمة في اجتياز المسابقات المركزية التي تعقدها الدولة.
فإذا كان من قضى أربع سنوات يدرس أصول التربية وعلم نفس النمو وطرق التدريس الحديثة يجد صعوبة في تحقيق المعايير المطلوبة، فبأي منطق يطالب غير المتخصص بأن يُفتح له الباب على مصراعيه؟ إن قصر المنافسة على أهل التخصص ليس تمييزاً، بل هو الحد الأدنى لضمان جودة التعليم. فمصر الجديدة التي نسعى إليها تحتاج إلى معلم محترف، وليس مجرد موظف يشغل فراغاً في فصل دراسي. لقد ولّى زمن اعتبار التدريس وظيفة “سهلة”؛ إنه علم وفن وتخصص دقيق، ومن حق أبنائنا أن يتلقوا تعليمهم على أيدي من أُعدوا لذلك.
خبرة «فلفل وليمونة».. ولماذا لا تكفي؟
على الجانب الآخر، يأتي صوت الشكوى من بعض المعلمين العاملين بالحصة، الذين يشعرون بأن سنوات خبرتهم في الفصول لم تُقدر حق قدرها. يقول قائلهم: “لقد تحملنا عبء العمل في ظروف صعبة ولسنوات طويلة، والآن تضعون أمامنا نفس شروط المسابقات العامة؟”. هذا الشعور بالمرارة مفهوم، فجهدهم لا يمكن إنكاره.
ولكن، وهنا تكمن النقطة المحورية، الدولة قدمت لهم ميزة استثنائية لا تقدر بثمن: مسابقة مغلقة عليهم وحدهم. هذا يعني أنهم لا يتنافسون مع ملايين الخريجين الجدد، بل يتنافسون فيما بينهم، مما يرفع فرصهم في التعيين بشكل هائل.
أما عن عدم الاعتداد بالخبرة السابقة كبديل للامتحان، فهو قرار صائب وحتمي. فالخبرة التي اكتسبها الكثيرون، مع كل التقدير لها، كانت في كثير من الأحيان خبرة تسيير أعمال يومية، أو كما وصفتها بسخرية لاذعة إحدى التدوينات “خبرة مع فلفل ولمونة وبتنجانة في الفصول”. إنها خبرة التعامل مع الواقع الصعب، ولكنها ليست بالضرورة دليلاً على التمكن من المادة العلمية وفقاً للمناهج المحدثة، أو الإلمام باستراتيجيات التعلم النشط، أو امتلاك المهارات التكنولوجية التي أصبحت أساسية اليوم.
الدولة، من خلال الامتحان، لا تسعى لتعجيزهم، بل للتأكد من أن من سيحصل على وظيفة دائمة ومسؤولية تربية أجيال، يمتلك الحد الأدنى من الكفاءة العلمية والتربوية المطلوبة في العصر الحالي. إنها تهدف إلى الانتقال من “سد العجز” إلى “اختيار الأكفأ”.
خاتمة: خطوة على الطريق الصحيح
إن الشروط الموضوعة لمسابقة معلمي الحصة، رغم ما تثيره من استياء، هي في جوهرها خطوة ضرورية على طريق إصلاح التعليم في مصر. هي رسالة واضحة بأن التعيين في وظيفة معلم لم يعد حقاً مكتسباً بالأقدمية أو بالخبرة غير الممنهجة وحدها، بل هو تتويج لكفاءة مثبتة ومعايير واضحة.
قد يكون الطريق صعباً ومؤلماً للبعض، ولكنه ضروري لبناء نظام تعليمي قوي يحترم التخصص ويضع مصلحة الطالب فوق كل اعتبار. فالحق الحقيقي ليس في حصول أي شخص على وظيفة، بل في حصول كل طفل مصري على معلم مؤهل وقادر على بناء مستقبله.
ختامًا، أيام قليلة تفصلنا عن لحظة الحقيقة التي ينتظرها الآلاف. نتمنى لجميع المتقدمين، في المحافظات وسائر محافظات الجمهورية، كل التوفيق والنجاح في هذه المرحلة الهامة من مستقبلهم المهني، وأن يكونوا إضافة قوية لمنظومة التعليم المصرية.