البوكليت التعليمي.. وزارة التعليم تُحدث تحولًا جذريًا في منظومة الدراسة بداية من العام القادم

البوكليت التعليمي.. وزارة التعليم تُحدث تحولًا جذريًا في منظومة الدراسة بداية من العام القادم
القاهرة – بوابة الواقع
في خطوة تُعد من أبرز ملامح تطوير التعليم في مصر، أعلنت وزارة التربية والتعليم عن بدء تطبيق نظام “البوكليت التعليمي” لكافة الطلاب في مختلف المراحل الدراسية، بدءًا من العام الدراسي المقبل 2025/2026، وذلك في إطار سعي الدولة لتقليل الاعتماد على الكتب الخارجية، وتحقيق عدالة تعليمية بين جميع الطلاب.
و”البوكليت التعليمي” هو كتيب تدريبات متكامل يضم مجموعة متنوعة من الأسئلة والتدريبات التطبيقية في جميع المواد، ويُعد بديلًا عمليًا وشاملًا عن الكتب الخارجية التي كانت تمثل عبئًا ماليًا على كاهل أولياء الأمور، إلى جانب تسببها في تفاوت فرص التحصيل بين الطلاب.
قد يهمك ايضا :-
قناة MBC مصر تعلن رسمياً نقل 24 مباراة من كأس العالم للأندية 2025 بجودة HD مجانًا عبر قمر النايل سات
تبكير موعد صرف مرتبات شهر يونيو 2025 للعاملين في الدولة
جدول مرتبات الدرجات التخصصية بعد تطبيق الزيادات اعتبارا من أول يوليو .
أهداف وتفاصيل البوكليت
وبحسب تصريحات مصدر مسؤول بالوزارة، فإن البوكليت سيتضمن تدريبات على جميع أجزاء المنهج الدراسي، كما سيتم تصميمه بإشراف خبراء تربويين من المركز القومي للمناهج، بما يضمن توافقه مع نظام التقييم الحديث الذي يعتمد على الفهم والتحليل وليس الحفظ فقط.
وأضاف المصدر أن الكتيب سيكون مجانيًا ويوزع على الطلاب داخل المدارس، ليحل محل الكتب الخارجية، التي طالما اعتمد عليها الطلاب بشكل غير رسمي في المذاكرة والمراجعة.
وداعًا للكتب الخارجية؟
جاء هذا القرار بعد دراسات مستفيضة رصدت مدى اعتماد شريحة كبيرة من الطلاب على الكتب الخارجية كوسيلة أساسية للفهم والمراجعة، وهو ما أدى إلى اختلال مبدأ تكافؤ الفرص، فضلًا عن إرهاق الأسر المصرية ماديًا في شراء تلك الكتب من دور النشر الخاصة.
وترى وزارة التعليم أن توفير “البوكليت التعليمي” بشكل موحد لكل الطلاب سيخلق نوعًا من التوازن في مستوى التحصيل الدراسي، ويُسهِم في تحسين نواتج التعلم، خصوصًا في ظل التغيرات الحديثة في أساليب التقييم والامتحانات.
نهاية عصر الكتب الخارجية؟
منذ سنوات طويلة، أصبحت الكتب الخارجية جزءًا أساسيًا من حياة الطالب المصري، يلجأ إليها بحثًا عن الشرح المبسط والتدريبات المتنوعة، في ظل قصور المحتوى الدراسي الرسمي أحيانًا. إلا أن القرار الجديد يُمهّد تدريجيًا لإنهاء هذه الظاهرة، من خلال توفير بديل رسمي ومعتمد.
وقد أكدت وزارة التعليم أن البوكليت سيكون مصممًا وفق أحدث معايير التعليم الحديثة، مع مراعاة أساليب التقييم الجديدة التي تعتمد على الفهم والتحليل والتفكير النقدي، وليس الحفظ والتلقين فقط.
ردود فعل متباينة بين أولياء الأمور والمعلمين
وقد لاقى القرار تفاعلًا واسعًا بين أولياء الأمور والمعلمين. ففي حين رحّب به البعض باعتباره خطوة نحو تخفيف الأعباء المالية وتوحيد مصادر المذاكرة، أبدى آخرون تخوفهم من قدرة “البوكليت” على أن يكون بديلًا حقيقيًا للكتب الخارجية التي تتميز بتنوع الأسئلة وسهولة الشرح.
وفي هذا السياق، أكدت الوزارة أن الكتيب سيكون خاضعًا للتحديث المستمر، وأنه سيتم فتح قنوات لتقييمه من جانب المعلمين وأولياء الأمور لتطويره بشكل دائم.
ختامًا
قرار تسليم البوكليت التعليمي للطلاب يعكس توجهًا جادًا نحو إصلاح المنظومة التعليمية وتحقيق العدالة بين الطلاب، وهو ما يضع على عاتق الوزارة تحديات كبيرة في التنفيذ والتطوير المستمر، لضمان نجاح هذه الخطوة التي قد تمثل تحولًا تاريخيًا في شكل التعليم المصري.